تمهيد :

تلعب العلامة التجارية دوراً مهماً في ضمان حقوق المستهلكين من أساليب الغش والاحتيال حول مواصفات الصناعات أو البضائع أو الخدمات التي يتلقونها من يد الصناع أو التجار أو مقدمي الخدمات، وذلك من خلال الرجوع على هؤلاء رجوعاً قانونياً مناسباً لتحديد مسؤوليتهم عن آثار تضليل جمهور المستهلكين.

العلامة التجارية المشهورة عبارة عن علامة تجارية عادية تخضع من حيث تعريفها وشروطها للأحكام العامة للعلامات التجارية، إلا إنها أخذت تعرف في الأسواق وتثير انتباه العاملين في مجال الصناعة أو التجارة أو الخدمات لأنها توضع على منتجات ذات جودة عالية ومميزة مما جعلها تتمتع بشهرة عالمية وان هذه الشهرة تأتي نتيجة عدة عوامل منها، قدم استخدام العلامة (استخدامها مدة طويلة على المنتجات أو الخدمات التي تميزها ) وذيوعها وكثرة توزيعها وانتشارها في الأسواق العالمية وكثرة الإعلان عنها وجودة الإنتاج وانتظام الخدمة وغيرها من العوامل التي تجعل العلامة ذات شهرة عالمية، مثال ذلك علامة كوكا كولا (coca cola) للمشروبات الغازية وعلامة (مرسيدس ) للسيارات، وعلامة سوني (Sony) للأجهزة الكهربائية، وعلامة فيزا كارد visa)) في مجال بطاقات الدفع الالكتروني وغيرها.

تعريف العلامات :                         

     يقصد بالعلامة كل إشارة أو دلالة يضعها التاجر أو الصانع على المنتجات التي يقوم ببيعها أو صنعها لتمييز هذه المنتجات عن غيرها من السلع المماثلة. وتشير العلامة إما إلى بلد الإنتاج أو مصدر صناعة السلع أو مصدر بيعها أو أنواعها أو مرتبتها أو ضمانها أو طريقة تحضيرها أو للدلالة على تأدية خدمة من الخدمات

صور العلامات التجارية :

للعلامات التجارية ثلاث صور اساسيه وهي :

الأولى:- العلامات الصناعية وهى التي يضعها الصانع لتمييز المنتجات التي يقوم بصنعها عن مثيلاتها من المنتجات الأخرى.          

الثانية:- هي العلامة التجارية وهى التي يستخدمها التجار في تمييز المنتجات التي يقومون ببيعها بعد شرائها سواء من تاجر الجملة أومن المنتج مباشرة بصرف النظر عن مصدر الإنتاج.

الثالثة:- فهي علامة الخدمة وهى التي تخصص لتمييز خدمة مثل العلامات التي تشير إلى خدمات النقل والسياحة والبريد السريع الدولي.

نبذة تاريخية عن العلامات التجارية :

يعتبر قانون العلامة التجارية، قانوناً حديثاً نسبياً، وترجع بداياته إلى القرن التاسع عشر، وفي منتصفه حصل أول اعتراف قانوني فعلي في العلامة التجارية. فقد سنت فرنسا تشريع العلامة التجارية في عام 1857. وسنت ألمانيا قانون العلامة التجارية في عام 1874. وأقرت بريطانيا قانون تسجيل العلامة التجارية في عام 1875. كما أقرت الإمبراطورية العثمانية (تركيا) قانون لحماية العلامة التجارية في عام 1879. وسنت إسبانيا تشريعها للملكية الصناعية في عام 1929. ووضعت إيطاليا تشريعها المتعلق بالعلامة التجارية في عام 1942. ووضعت أمريكا قانون العلامة التجارية في عام 1946. كما أخذت الدول، في أنحاء أخرى من العالم، بسن قوانين في مجال العلامة التجارية. فكان في الأرجنتين، قانون المصانع والعلامة الزراعية عام 1900. وفي إيران، قانون العلامة وبراءات الاختراعات عام 1931. وفي باكستان، قانون العلامة التجارية عام 1940، وفي الفلبين، قانون العلامة التجارية عام 1947. وفي أستراليا، قانون العلامة التجارية عام 1955. وفي الهند، قانون العلامة والبيانات التجارية عام 1958 في اليابان، قانون العلامة التجارية عام 1959. وفي إندونيسيا، قانون الأسماء والعلامة التجارية عام 1961. وفي الصين، قانون العلامة التجارية عام 1963.

في عام 1883 عقد مؤتمر دبلوماسي دولي في باريس تم فيه التوقيع على معاهدة باريس لحماية الملكية الصناعية هي: بلجيكا، البرازيل، السلفادور، فرنسا، جواتيمالا، إيطاليا، هولندا، صربيا، إسبانيا، وسويسرا. وعندما دخلت المعاهدة حيز التنفيذ صادقت عليها كل من بريطانيا وتونس والأكوادور، وبذلك أصبح عدد الدول الأعضاء 14 دولة، ومع نهاية القرن التاسع ارتفع العدد إلى 19 دولة. وخلال هذا القرن ارتفع عدد أعضاء معاهدة باريس بشكل ملحوظ وهام وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية إذ بلغ عدد الدول الأعضاء فيها 140 دولة.

وقد أدخلت تعديلات وتنقيحات على معاهدة باريس بين الحين والآخر، إذ تم تنقيحها في روما عام 1886، وفي مدريد عامي 1890 و1891، وفي بروكسل عام 1897، وفي ستوكهولم عام 1967 ويمكن القول، أن معاهدة باريس لحماية الملكية الصناعية عام 1883 تعتبر الوثيقة العظمى، التي يرتكز عليها قانون العلامة التجارية على المستوى الدولي، والتي ما زالت سارية المفعول بالرغم من الدمار الذي لحق بالتجارة والاقتصاد الدوليين جراء حربين عالميتين، فصلت بينهما بضع سنين، وقد أكدت المعاهدة أسس اكتساب الحقوق في العلامة التجارية لعدد كبير من الدول المطالبين بتلك الحقوق في جميع أنحاء العالم، كما أنها مهدت الطريق أمام إبرام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية في مجال العلامات التجارية.

وظائف العلامات التجارية :

تنبع أهمية العلامة التجارية من الوظائف التي تؤديها، سواء للصانع أو التاجر أو لمقدم الخدمة أو المستهلك، فهي مهمة لدى هؤلاء على حد سواء ويمكن إجمالي وظائفها فيما يلي:

·     العلامة التجارية تحدد مصدر المنتجات والبضائع والخدمات:

تحدد العلامة التجارية المصدر الشخصي للمنتجات أو البضائع، أي المنتج لها، كما أنها تحدد المصدر الإقليمي، أي جهة الإنتاج أيضاً. إذ يتمكن المستهلك بواسطة العلامة التمييز بسهولة بين منتجات أو بضائع مماثلة أو مشابهة، كونها تدل على مصدر المنتجات أو السلع أو الخدمات، إذ يكفي أن يذكر المشتري اسم العلامة التي تحملها السلعة التي تريد شراءها دون حاجة لبيان أوصاف وسمات الشيء المراد شراؤه.

·      العلامة التجارية رمز الثقة بصفات المنتجات والبضائع والخدمات:

تعبر العلامة التجارية عن صفات المنتجات أو البضائع التي تميزها، سواء من حيث النوع أو المرتبة أو الضمان أو طريقة التحضير، ويقصد بالنوع: مجموع خصائص المنتجات أو البضائع التي تمتاز بها عن خصائص منتجات أو بضائع أخرى مماثلة أو مشابهة، أو المرتبة: فيقصد بها درجة الجودة والإتقان للمنتجات أو البضاعة أو بيان العناصر الداخلة في تركيبها، وذلك يؤدي إلى رفع الثقة بالمنتجات والبضائع، ويكون دافعاً للعملاء لتفضيل هذه المنتجات عن غيرها، مما يدفع مالك العلامة إلى مضاعفة حرصه على سمعة علامته وثقة عملائه بها، فيحرص على الإبقاء على هذه السمعة  بذهن العملاء وتحسينها بإتقانه صنع منتجاته والحفاظ على جودتها، فتصبح العلامة محل ثقة عند الجمهور، مما يؤدي إلى سرعة تصريف المنتجات أو البضائع أو الخدمات تحت هذه الثقة، وقد تستمد العلامة قوتها من جودة المنتجات التي ترمز إليها، وعليها فإن العلامة التجارية تحدد مركز المنتج أو الصانع أو مقدم الخدمة بين المنافسين الآخرين.

·      العلامة التجارية وسيلة للإعلان عن المنتجات والبضائع والخدمات:

تعتبر العلامة التجارية إحدى وسائل الإعلان المهمة عن المنتجات والبضائع والخدمات، فهي من أهم وسائل التاجر أو الصانع أو مقدم الخدمة للإعلان والدعاية عن علامته يصل إلى أذهان الناس، وذلك باستخدام وسيلة الدعاية المختلفة، خاصة الراديو والتلفزيون والمجلات والصحف، وما إلى ذلك، مما قد يؤدي إلى تثبيت العلامة في ذاكرة الناس، فقد أصبح من الصعب تجاهل الدور المؤثر الذي تلعبه الدعاية في جذب العملاء إلى منتجات أو بضائع أو خدمات مشروع معين، لذا يحرص مالك المشروع أن يؤكد لجمهور المستهلكين من خلال الدعاية والإعلان أن منتجاته هذه أفضل وأجود المنتجات الموجودة.

وهذا واقع يلمسه كل منا في حياته اليومية في معظم وسائل الإعلان المختلفة، خاصة الراديو والصحف والتلفزيون، وحين يطلب المشتري سلعة معينة، فإنه يكون في الغالب قد ربط بين تلك العلامة من جهة وبين مميزات وصفات السلعة التي تحمل تلك العلامة من جهة أخرى وذلك تبعاً لدعاية نشطة لتلك العلامة أو لتجربة سابقة لتلك السلعة، أو للاثنين معاً.لذا أصبحت المشروعات الاقتصادية بكافة أنواعها تستشير وكالات الدعاية والإعلان فيما يتعلق بتكوين العلامة ووسائل استعمالها في الدعاية للمنتجات، ونظراً لأهمية ذلك تراعي دور الرعاية والإعلان والتسويق في تكوين العلامة اعتبارات معينة، تهدف إلى جلب انتباه المستهلك، كأن تكون ذات منظر جميل، أو مكونة من كلمة بسيطة ذات وقع موسيقي تلفت انتباه المستهلك وتجد عنده استحساناً لها.

·   العلامة التجارية وسيلة من وسائل المنافسة المشروعة:

للعلامة التجارية أهمية عملية بالغة، إذ تعتبر إحدى الوسائل الهامة في نجاح المشروع الاقتصادي، فهي وسيلته في مجال المنافسة مع غيره من المشروعات على الصعيد الدولي والمحلي على حد سواء، إذ تهدف إلى جذب العملاء وجمهور المستهلكين، فهي تؤدي وظيفة مزدوجة، إذ تخدم مصلحتين في آن واحد، فهي من جهة تخدم مصلحة التاجر أو الصانع أو مقدم الخدمة، باعتبارها وسيلة هؤلاء لتمييز سلعهم أو بضائعهم أو خدماتهم عن غيرها من السلع أو البضائع أو الخدمات المماثلة أو المشابهة فيصلوا عن طريقها – أي العلامة – إلى جمهور المستهلكين، ومن جهة أخرى فهي تخدم جمهور المستهلكين، إذ أنها وسيلتهم للتعرف على السلع، أو البضائع أو الخدمات التي يفضلونها وتلقى عندهم قبولاً أكثر من غيرها.

لذا تعتبر العلامة التجارية وسيلة هامة من وسائل المنافسة المشروعة في مجال التعامل، إذ أنها تلعب دوراً كبيراً في تحقيق العدالة بين المشتغلين في قطاع التجارة والصناعة والخدمات لينال كل منهم ثقة المستهلكين بقدر حرصه على تحسين منتجاته أو بضائعه أو خدماته والمحافظة على جودتها من أجل كسب الشهرة المأمولة.

·  العلامة التجارية ضمان لحماية جمهور المستهلكين:

تعــتبر التجارة من أهم وجوه النشاط البشري فائدة، لما فيها من أرباح كثيرة. فقد تعزي – هذه الأخيرة – أصحاب النفوس الضعيفة في إتباع ضروب الاحتيال والغش، في ترويج صناعاتهم أو بضائعهم أو خدماتهم، بإخفاء عيوبها، ومن ثم إظهارها على غير حقيقتها، وصولاً إلى استمالة القوة الشرائية لجمهور المستهلكين بصورة تضليلية، فيقدم جمهور المستهلكين على شراء تلك الصناعات أو البضائع أو الخدمات اعتقاداً منهم بأنها تحمل المواصفات المحددة لها والمزايا الخاصة بها، على النحو المعلن عنه، في حين تكون تلك الصناعات أو البضائع أو الخدمات ليست كذلك على الأقل دون ذلك.

شروط تسجيل العلامة التجارية :

لا يكفى أن تتخذ العلامة شكلا مميزا حتى تتمتع بالحماية القانونية بل يجب أن تتوافر فيها عدة شروط. وقد أو جبت المشرع توافر ثلاثة شروط لتسجيل العلامة وهى أن تكون ذات صفة مميزة، وأن تكون جديدة لم يسبق استعمالها وألا تكون منافية للآداب العامة أو النظام العام. ونوضح هذه الشروط تباعا فيما يلي:

الشرط الأول: أن تكون العلامة مميزة :

لا تكون العلامة محلا للحماية القانونية إلا إذا كانت ذات صفة مميزة أي لا يسجل كعلامة تجارية أو كعنصر منها ما يأتي:

 العلامة الخالية من أية صفة مميزة أو المكونة من علامات أو بيانات ليست إلا التسمية التي يطلقها العرف على المنتجات أو الرسم أو الصورة العادية لها.

ولا يقصد من اشتراط تميز العلامة التجارية أن تتخذ شكلا مبتكرا أو عملا فنيا مجيدا، وإنما كل ما يقصد هو تميز العلامة عن غيرها من العلامات التي توضع على نفس السلعة أو السلع المثيلة لمنع حصول اللبس لدى المستهلك العادي. فالعلامة التي تتألف من أشكال هندسية مألوفة كمثلث أو مربع لا تعد علامة صحيحة. وكذلك العلامات المجردة من أي صفة مميزة، إذ يتعين أن يتوافر في العلامة مظهرا إجماليا خاصا يمكنها من أداء دورها في الدلالة على المنتجات وتمييزها عن غيرها من السلع المماثلة. وبناء على ذلك لا يجوز تسجيل الرسوم والكلمات الشائعة التي تستعمل في الدلالة على نوعية المنتجات أو مصدرها كعلامة تجارية ” كالجبن الهولندي ” و ” البن اليمنى “.

الشرط الثاني : أن تكون العلامة جديدة:

       لا تكون العلامة التجارية قابلة للحماية القانونية إلا إذا كانت جديدة، لم يسبق استعمالها بمعرفة شخص آخر لتمييز منتجات مماثلة، وتفقد العلامة صفه الجدة فلا تصلح كعلامة تجارية إذا كانت مطابقة أو مشابهة لعلامة أخرى سبق استعمالها في تمييز منتجات مماثلة أو مشابهة. ولا يعنى التشابه ضرورة التطابق بين العلامتين بل يكفى أن يؤدى إلى اختلاط الأمر على الجمهور

       فلا يشترط أن تكون العلامة جديدة بالمقارنة بالعلامات المستخدمة في كافة ميادين التجارة، وإنما يشترط أن تكون العلامة جديدة بالمقارنة بالعلامات المستعملة في تمييز المنتجات المماثلة أو المشابهة. وعلى ذلك يجوز تسجيل كلمة أو رسم الميزان كعلامة تجارية لنوع من الصابون ولو كانت نفس العلامة سبق تسجيلها أو استعمالها لتمييز منتجات من الحلوى. ومن المقرر أن ملكية العلامة التجارية تنشئ لصاحبها حقا في احتكار استعمال العلامة كرمز للمنتجات أو الخدمات التي يؤديها المشرع، وهذا الحق واجب الاحترام داخل حدود الدولة بأكملها وعلى ذلك تعتبر العلامة التجارية جديدة إذا لم يسبق استعمالها في أي مدينة أو جزء من إقليم الدولة فإذا استخدمت العلامة لتمييز سلعة تصنع في مدينة معينة، فإن هذا يحول دون استخدامها لتمييز سلعة من ذات النوع في مدينة أخرى. وذلك لأن البضائع يمكن أن تتداول في كل إقليم الدولة. على أن استعمال العلامة التجارية في دولة أجنبية لا يحول دون استخدامها في الداخل، إذا لم يسبق تسجيلها في السودان وذلك لأن القانون لا يسبغ الحماية، إلا على العلامات المسجلة في السودان، ما لم تكن العلامة الأجنبية علامة مشهورة.

   الشرط الثالث: أن تكون العلامة مشروعه:

لا يكفى أن تكون العلامة مميزة، بل يجب فوق ذلك أن تكون مشروعة ومن ثم لا يجوز أن تتضمن العلامة تسميات أو صور فاضحة، أو تستمد من نظام سياسي مخالف للنظام العام. كذلك يمتنع تسجيل الشعارات العامة والأعلام وغيرها من الرموز الخاصة بالدولة أو الدول الأخرى أو المنظمات الإقليمية أو الدولية وكذلك أي تقليد لهـا.

كما يحظر تسجيل العلامات التالية:-

·  المطابقة أو المشابهة للرموز ذات الصبغة الدينية ورموز الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر أو غيرها من الرموز المشابهة، وكذلك العلامات التي تكون تقليدا لها.

·   صور الغير أو شعاراته ما لا يوافق علي استعمالها، والبيانات الخاصة بدرجات الشرف التي لا يثبت طالب التسجيل حصوله عليها.

·  العلامات والمؤشرات الجغرافية التي من شأنها أن تضلل الجمهور أو تحدث لبسا لديه أو التي تتضمن بيانات كاذبة عن مصدر المنتجات من السلع أو الخدمات أو عن صفاتها الأخرى، وكذلك العلامات التي تحتوى على بيان اسم تجـارى وهمي أو مقلد أو مزور.

توضيح الفروقات بين العلامة التجارية و الهوية والشعار

يجب أن تعرف أن الشعار ليس هو علامتك التجارية و لا هويتك. فكل من الشعار والهوية و العلامة التجارية لديه أدواراً مختلفة والتي معاً تشكل صورة ملموسة للمشروع التجاري أو المنتج الذي تمثله.

ماهي العلامة التجارية ( Brand ) : هي الصورة و الانطباع الذي تعكسه الشركة أو المؤسسة ككل.

ما هي الهوية ( Identity ) : هي الجوانب البصرية التي تشكل جزءا من إجمالي العلامة التجارية.

ما هو الشعار ( Logo ) : الشعار يعرف المشروع التجاري أو المؤسسة في أبسط أشكالها من خلال استخدام علامة أو رمز.

لشرح هذا بتفصيل أكثر دعونا نبدأ من الأعلى : العلامة التجارية.

ما هو بناء العلامة التجارية

الحديث عن عملية بناء العلامة التجارية بالتأكيد ليس موضوعاً سهلا فقد تم كتابة منشورات بأكملها و مئات من الكتب حول هذا الموضوع لكن باختصار يمكنك وصف العلامة التجارية على أنها منظمة أو خدمة أو منتج بشخصية و سمة تم تشكيلها بواسطة تصورات ومدارك الجمهور. مع ملاحظة أنه يجب التأكيد على أن المصمم لا يمكنه إنشاء و خلق علامة تجارية ، من يمكنه فعل هذا فقط الجمهور الذي يستخدم أو يتعامل مع المنتج أو الخدمة. أما المصمم فيمكنه فقط تشكيل و بناء الأساس لهذه العلامة التجارية.

كثير من الناس يعتقدون بأن العلامة التجارية تتكون فقط من قليل من العناصر، بعض الألوان وبعض الخطوط وشعار و شارة ( Slogan ) وربما بعض الموسيقى المضافة. في الواقع العلامة التجارية مسألة أكثر تعقيداً ويمكنك القول أن العلامة التجارية هي ” الصورة المؤسسية “.

الفكرة الأساسية و المفهوم الجوهري وراء وجود ” صورة مؤسسية ” هو أن كل ما تفعله الشركة وكل ما تملكه وكل ما تنتجه ينبغي أن يعكس قيم و أهداف المشروع التجاري ككل. وتناسق هذه الفكرة الجوهرية هو ما يشكل الشركة و يقودها و يظهر ما ما تمثله وتؤمن به ولماذا أوجدت هذه الشركة أو المؤسسة. العلامة التجارية ليست الألوان أو بعض الخطوط وشعار.

على سبيل المثال، دعونا ننظر لشركة تقنية معلومات شهيرة ” أبل ” ، أبل كشركه ، كمشروع ثقافي انساني مؤسسي و كأدبيات مؤسسية قوية، و كمشروع تميز بالعمل التطوعي و الدعم للقضايا الجيدة و المشاركة في المجتمع . هذه القيم واضحة في كافة ما تقوم به الشركة، بدءاً من منتجاتها و إعلاناتها المبتكرة إلى خدمة عملائها. أبل علامة تجارية إنسانية مرتبطة مع الناس مشاعرياً ، عندما يشتري أو يستخدم الناس منتجات هذه الشركة أو خدماتها فأنهم يشعرون بأنهم جزء من هذه العلامة التجارية. مثل هذا الاتصال المشاعري هو ما يخلق العلامة التجارية لأبل وليس مجرد منتجاتها أو شعارها المقضوم.

ما هو تصميم الهوية:

أحد الأدوار الرئيسية في ” العلامة التجارية ” أو ” الصورة المؤسسية ” للشركة هو هويتها.

في أغلب الأحيان يستند تصميم الهوية إلى الأدوات و المكونات البصرية المستخدمة داخل الشركة وتجمع عادة ضمن مجموعة من الأدلة التنظيمية أو التوجيهات. هذه التوجيهات و الإرشادات و التي تشكل الهوية عادة ما تدير كيفية تطبيق الهوية من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل وذلك باستخدام لوحات ألوان وخطوط وتخطيطات و قياسات معتمده .. وهكذا دواليك. هذه الإرشادات تضمن أن يتم الاحتفاظ بهوية الشركة متماسكه و متناسقة وهذا بدوره يسمح للعلامة التجارية ككل على أن تكون معروفة و سهلة التمييز عن غيرها.

هوية الشركة تتكون من عدة أدوات بصرية :

ـ الشعار ( الرمز الذي يمثل كامل الهوية والعلامة التجارية ).

ـ الأدوات المكتبية ( الترويسة + بطاقة العمل + المغلفات … الخ ).

– ملحقات التسويق ( النشرات، المطويات، الكتب، المواقع .. الخ ).

– المنتجات و التعبئة والتغليف ( المنتجات التي تباع والمغلفات التي تعبأ فيها ).

– تصميم الملبوسات ( الملابس الملموسة التي يتم ارتداؤها من قبل الموظفين ).

– اللافتات ( التصميم الداخلي والخارجي ).

– الرسائل و التطبيقات ( الرسائل المنقولة عبر طرق مباشرة أو غير مباشرة ).

– طرق التواصل الأخرى ( الصوت ، الرائحة ، الملمس وغيرها ).

ـ أي شيء بصري يمثل المشروع التجاري.

كل هذه الأمور تشكل الهوية وينبغي أن تدعم العلامة التجارية ككل، على أن الشعار هو الهوية المؤسسية والعلامة التجارية جميعها ملفوفة و مجموعة في علامة واحدة مميزه و محددة. هذه العلامة هي الصورة والرمز للمشروع التجاري ككل.

 الشعار

لفهم ماهية الشعار يجب أن نفهم أولاً لما يصنع الشعار.

الشعار يصنع للتعريف حيث أن الشعار يعرف و يحدد شركه أو منتج معين من خلال استخدام علامه أو علم أو رمز أو توقيع. الشعار لا يروج للشركة بشكل مباشر و نادراً ما يصف المشروع التجاري. و الشعار يستمد معناه من نوعية الشيء الذي يرمز إليه وليس العكس لأن ما يعنيه الشعار أهم بكثير من شكله.

لتوضيح هذا المفهوم فكر في الشعار مثل الناس حيث أننا نفضل أن نُدعى بأسمائنا مثل عبدالله ، محمد ، أحمد بدلا من وصفنا بأوصاف مربكه سهلة النسيان مثل ” الشاب الذي يلبس الأسود دائما ولديه شعر بني ” . وهنا نفس الشيء الشعار لا يجب أن يصف حرفيا ماهية المشروع التجاري بل تعريف الناس بالمشروع بشكل يسهل التعرف عليه و تذكره.

من المهم أيضاً ملاحظة أنه فقط بعد أن يصبح الشعار مألوفاً فأنه سيقوم بدوره الذي صنع من أجله تماماً كما أنه يجب علينا تعلم أسماء الأشخاص لمعرفتهم و تحديدهم عن غيرهم.

الشعار يعرف ويحدد المشروع التجاري أو المنتج في أبسط أشكاله.

 

رابط المقال الأصلي:

https://www.linkedin.com/pulse/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-montassir-dahab/?originalSubdomain=ae